ما هو الطب الإسلامي؟
للإسلام مدرسة طبيّة مستقلّة عن الطبّ الحديث، فالطبّ الإسلامي عنوان لمدرسة طبيّة تعود إلى الدين الإسلامي مصدرها القرآن و أحاديث أهل البيت (عليهم السلام).
لكلّ مدرسة طبيّة مصدرٌ يؤخذ منها المعلومات والوصايا، مثلاً للطبّ الصيني مصدرٌ ولطبّ الأعشاب مصدرٌ وكذلك للطبّ الإسلامي مصدر، لكن قد يخلط البعض بين طبّ الأعشاب والطبّ الإسلامي، لكن بينهما فرقٌ شاسعٌ.
وللطبّ الإسلاميّ مصدرٌ كباقي المدارس الطبيّة، ومصدره آيات القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم المفسّرون الحقيقيّون للقرآن، وكلّما يقال في الطبّ الإسلامي إمّا من آية قرآنية وإمّا من حديث لأهل البيت (عليهم السلام) أو ما هو مستفاد منهما.
هناك 11000 حديث في الكتب الروائية يشير إلى مسائل الصحّة والعلاج، ولقد بحث في هذه الروايات العالم المجتهد آية الله تبريزيان سنين عديدة واليوم الطب الإسلامي مدرسة طبيّة متاحة.
الشرط الأساسي للطمأنينة هو السلامة
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): خمس خصال من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول القلب: فأوّلها صحّة البدن، والثانية الأمن، و... (الخصال : ص284 ح34).
فهنا يعرّف الإمام (ع) السلامة في المرتبة الأولى للحياة السعيدة، وهذا يبيّن مدى أهمية الموضوع، فإنّ السلامة أكبر نعمة بعد نعمة الإيمان، وهي أحد أسس حياة الإنسان، قال الإمام علي (ع):
يا بنيّ، إنّ من البلاء الفاقة، وأشدّ من ذلك مرض البدن، وأشدّ من ذلك مرض القلب، وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب. (الأمالي للطوسي : 146).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعمتان مكفورتان: الأمن والعافية. (الخصال ص34 ح5)
من أين جاء علم الطبّ ؟
إنّ مصدر علم الطبّ أو الطبّ الإسلامي هو الوحي، أي وصل علم الطبّ إلينا عن طريق الوحي وليست التجربة، وفي رواية: إنّ الله تبارك و تعالى أهبط آدم من الجنة و عرّفه علم كل شيء فكان مما عرّفه النجوم و الطب.
وفقاً لهذه الرواية وجود علم الطبّ كان عن طريق الوحي حصراً، وهذا يبيّن أنّ الطبّ جاء عن طريق الأنبياء (عليهم السلام) والعلماء ورثة الأنبياء وورثة هذا العلم، ولو أخذ الأغيار هذا العلم وطوّروه فهذا يبيّن غفلة العلماء .
الله هو الطبيب الحقيقي
إنّ الله خالق الانسان، وإنّما هو العالم بتفاصيل خلقة الانسان، فإنّ الذي يصلّح السيارة، وإن كان ذا خبرة ومهارة، لكن لا يصل إلى مستوى صانع السيّارة ومُنشئها ولا يعلم تفاصيلها، أي يمكننا القول بأنّ الصانع لشيء أفضل مصلّح له، وهذا المثال ينطبق على الانسان، وخالق الانسان هو خالق الطب الإسلامي، وفقط هو يعلم ما يفيد لمخلوقه، وبعبارة أخرى أنّه تعالى الطبيب الحقيقي .
ولقد أخذ النبي (ص) هذا الطبّ عن الوحي والأئمة أخذوه عن النبي وبيّنوه للناس .
إنّ الطب الإسلامي أكثر طبٍّ تقدّماً في العالم، وهو مجموعة من كلمات أعلم أشخاص على الأرض أي أهل البيت (ع)، وهم قادرون على علاج جميع الأمراض. قال رسول الله (ص): لكلّ داء دواء، ووردت الأدوية في الروايات. أيّ مدرسة طبية تستطيع أن تدّعي هكذا؟ انظروا إلى هذا الطبّ الحديث، عجز عن معالجة جميع الأمراض، وسمّوها بأمراض عضال. وليس في الطبّ الإسلامي ما يسمّى بمرض عضال ومستصعب. ليس مرض في العالم إلا وأعطى الإسلام علاجه إلا مرض الموت، أي المرض الذي كُتب للانسان الموت فيه وبسببه، هل يمكن أساساً أن يكون للدين مسألة ليس له رأيٌ فيها، ويكل الناس إلى أنفسهم ؟
إنّ الدول الغربية التي تُعدّ أساس الطبّ الحديث وصلت إلى هذه النتيجة أنّ هذا الطب ليس عنده علاج جميع الأمراض، وفي موارد كثيرة يسبّب علاجهم الأعراض والأضرار. فمال ورغب كثير من البلدان إلى الطبّ الإسلامي والطبّ الشيعي.
سماحة آية الله تبريزيان محيي الطب الإسلامي
إنّ الشخص الوحيد الذي استطاع أن يبيّن منظومة الطبّ الإسلامي بالاستفادة من الأحاديث الطبية في زماننا الحالي هو سماحة آية الله الشيخ عباس تبريزيان، فقد قام بالبحث ودراسة المصادر الطبية والنصوص الروائية قبل 35 عاماً، بدأت دوافع هذه الحركة بعد مرض زوجته التي ابتليت بالسرطان، واستطاع في فترة قصيرة بالاستفادة من الأحاديث علاج زوجته وقرّر مواصلة دراساته وبحوثه وتبينه للآخرين .
وقد عرض الطبّ الإسلامي لأوّل مرّة في أربع مجلدات تسمّى (دراسة في طب الرسول المصطفى (ص)) التي أنتجت بجهوده المستمرة.
سنين عديدة من جهود الأستاذ وتلاميذه وصلنا إلى علاج أمراض كثيرة صغيرة وكبيرة وإصلاح نمط الحياة الإسلامية السليمة.